منع الفصل بين الجنسين هو ضرر للنساء الحريديات

09/04/2018

عومر ينكلبتش

المصدر: أخبار ميدان السبت

"المحامي عومر ينكلبتش: منع الفصل بين الجنسين هو ضرر للنساء الحريديات

حُكم محكمة العمل ضد الفصل بين الجنسين في دورة المتدربين في وزارة الخارجية - لا يفيد النساء الحريديات. هو إستبعاد للحريديم تحت ستار المساواة • بدون فصل - لن تتمكن النساء الحريديات من التقدم والحصول على التعليم • الفصل ضروري من أجل تقدم المرأة الحريدية (رأي)

يقول المثل الشعبي: " ومُهِّدَت الطريق إلى الجحيم في نوايا حسنة"، حصلنا اليوم على معنى ملموس لذلك، مع قرار محكمة العمل بإلغاء دورة المتدربين الحريديم في وزارة الخارجية، "حتى انضمام ما لا يقل عن عشر نساء في الدورة الحريدية"، والتي أُعِدَّت بالطبع مع الفصل بين الجنسين.

هذا "النجاح" الخاص باللوبي النسائي[1]، الذي يزعم أنه قد قدّم التماسًا "لمساعدة النساء الحريديات على منع التمييز"، ينضم إلى "نجاحهنّ" السابق - وهو الالتماس الذي أدى إلى إلغاء دورة وزارة السياحة للمرشدين الحريديم، والتي كان من المفترض أيضًا أن تقوم بالفصل بين الجنسين.

يؤسفني سماع أن الملتمسات غير راضيات عن ذلك، وهن يواصلن بشن حرب على فصل الرجال والنساء في المسارات الأكاديمية المخصصة للقطاع الحريدي، بدعوى أنهنّ، على ما يبدو، يهتممن بالنساء الحريديات.

أنا أريد أن أصدق، لأن موقفهنّ خطأ فادح نتيجة الافتقار الأساسي لفهم المجتمع الحريدي ونسائه، مع تجاهل الواقع. والنتيجة واضحة: لا توجد خطوة أكثر ضررًا على النساء الحريديات من هذه الخطوة.

دعنا نقول بوضوح: أي شخص يريد حقًا الاعتناء بالمرأة الحريدية، وأي امرأة بشكل عام، يدرك أن الطريقة للقيام بذلك هي من خلال المساعدة في تطوير الأدوات والمهارات التي سوف تمكن المرأة من اكتساب المعرفة والتطور على المستوى المهني، الثقافي والاجتماعي. الحصول على التعليم يؤسس مكانة المرأة ويتيح لها الوصول إلى منصب ذا تأثير بالحق وليس بالصدقة. هذه هي الترقية الحقيقية للمرأة؛ إلى طريق تكافؤ الفرص.

عضوات اللوبي النساء العزيزات - حان الوقت للقول لكن بصوت عالٍ: أنتن تؤذينن النساء الحريديات. بدون فصل - ستفقد النساء الحريديات قدرتهنّ على الحصول على تعليم أكاديمي. لن يكنّ قادرات على التقدم، ليكنّ محاميات، محاسبات ومرشدات.

أنتنّ لا تقدّمن المساواة مع النساء، لكنكن تحاربن القيم الثقافية الحريدية. أنتن لا تهتممن بالنساء الحريديات، بل تؤذينهنّ. تعد الأوساط الأكاديمية المنفصلة ضرورية لتقدم المرأة الحريدية.

أنا أيضًا، بعد سنوات كمعلمة حصلت على تعليم قانوني بمساعدة نفس المسارات المنفصلة للحريديم، حصلت على شهادة محامية، ووجدت نفسي قادرة على إجراء حوار مهني عالي الجودة، وبالتالي إنتاج نشاط قطاعي متمكن ومثمر وشامل في المجتمع الإسرائيلي. بدون هذه الفرصة - لم أكن أنا والآلاف من النساء الأخريات في هذا القطاع لنصبح محاميات، محاسبات، مهندسات، ممرضات وغير ذلك، لكنا بقينا في منصب ربات منازل أو معلمات أو معلمات روضات أطفال (مهنة مهمة وهامة في حد ذاتها!).

ليس هناك ذرة من الحقيقة ولا ذرة من المنطق في الادعاءات بأن المسارات المنفصلة تميز ضد المرأة. هذه ليست حافلة حيث يجب الجلوس في الأمام مقابل الجلوس في الخلف وربما يكمن الجدال حول ما هو أكثر راحة. نحن نتكلم عن مسارات متطابقة تمامًا، تحدث فقط في أوقات مختلفة أو في أماكن مختلفة. بالضبط نفس التعليم، الرجال لوحدهم والنساء لوحدهنّ.

إن الحرب الشعبوية ضد ما يسمى بـــ"إقصاء المرأة" هي تشويه لا يطاق. الفصل ليس استبعاد. حقيقة أن الرجال والنساء ليسوا معًا لا يعني أن واحد منهم يتم استبعاده. لا يتم استبعاد الرجال ولا يتم استبعاد النساء عندما يكون كل جانب بمفرده.

لقد سمعت ادعاء يقول أن هناك نساء حريديات غير مهتمات بالفصل. كيف يفسر هذا الحرب ضد الفصل العنصري؟ لأنه بالنسبة لهؤلاء، فالطريق مفتوحة للدراسة في كل مكان مختلط. أمامهن عشرات الآلاف من النساء الحريديات، وليس لديهن بديل آخر. لن يذهبن بأي حال من الأحوال للدراسة في مكان مختلط. أنتن تدفنّ في صراع أبوي تَقدم العديد من النساء، بدلاً من القتال في معركتهنّ ومساعدتهن على المضي قدمًا.

لماذا يجب احترام مطلبنا، نحن الحريديم، بالانفصال؟ لأن هذه هي قيم المجتمع الحريدي. لأننا نريد إدارة حياتنا فقط بهذه الطريقة وليس حياة الآخر. لأن التعددية والليبرالية الحقيقية تحترم أيضًا قيم الآخرين. لأنه من المستحيل باسم التعددية إجبار الإنسان على إهمال قيمه المقدسة.

الشخص الذي يحاول بقوة السلاح أن يفرض قيمه على الآخر، هو عكس الشخص المتسامح، الليبرالي، الذي يعمل من أجل الحقوق المدنية. إنه متعصب، مظلم وغير متسامح يسعى إلى فرض وجهة نظره على الآخر بالقوة.

من الصعب تجاهل شعور القمع، لأن أساس النضال ليس القلق على المرأة، بل شيء آخر - من يسعى إلى إخضاع ثقافة الآخر. لا يحسّن الحكم الحالي لمحكمة العمل من وضع النساء الحريديات ولا يخلق المساواة، بل يحدد ببساطة واقع لا تملك بموجبه النساء الحريديات والحريديم خيارًا للوصول إلى هذه الأماكن، والحكم هو الإقصاء تحت ستار المساواة.

هذا جمال قوة المجتمع وعظمته، قدرته على احتواء مواقف مختلفة وخصائص فريدة ومع ذلك دمجها بالتساوي والاعتدال، لجعل المجتمع الإسرائيلي مجتمعًا أفضل وأقوى وأكثر اتحادًا وشمولية.

كل يوم أجد نفسي أتعامل مع قضايا الدمج المهني والثقافي للمرأة والرجل بنشاط وبسعادة غامرة من جمال التمكين المترابط الذي ينشأ عندما يُظهر المرء التسامح والتعاطف مع قيم الآخر. من الصعب ارباكي بين الفعل الاجتماعي الحقيقي، والاضطهاد تحت ستار القلق.

أدعو لوبي النساء من هنا: توقفن عن إيذاء النساء الحريديات! إذا كنتنّ تردن حقًا المساعدة، تعهدن للمساعدة في مشاريع منفصلة مصممة خصيصًا للنّساء الحريديات، وساعدننا في فتح مسارات تعليمية، أنشطة إثراء، ورش عمل وفصول ماجستير في مجالات متنوعة ومختلفة، و مفصولة، حيث يمكن للمرأة الحريدية اكتساب التعليم والمهارات، وحيث تتمكن من التقدم والإنتاج في المجتمع الإسرائيلي، وحيث تتمكن من إنتاج خطاب فكري واسع، غني، أصيل وتمكيني.

أرجوكنّ يا أخواتي لا تُسِئن.

المؤلفة هي محامية، المؤسسة والمديرة التنفيذية لمؤسسة "فقط بدأنا"، وهي عبارة عن منصة للمؤسسات الاجتماعية التي تدير مشروع "الفنون والإيمان- المركز الفنون في روح يهودية"، و"عَلما- مساعدة قانونية لنساء في ضيقة"، وعدد من المؤسسات الاجتماعية الأخرى في المجتمع الحريدي."

رابط المنشور الأصلي 👈 https://goo.gl/rg3ND7

-------------------------------

ملاحظات محرري0202

[1]اللوبي النسائي هو منظمة نسوية تأسست ي اسرائيل عام 1984 كمنظمة حقوقية تعمل على تعزيز مكانة المرأة من خلال الأنشطة العامة ، ولوبي لتعزيز التشريعات في الكنيست ، والأنشطة التعليمية والبحثية

[2] تم استخدام المقال بموجب المادة 27 (أ) من قانون حقوق الطبع والنشر. يحق لصاحب حقوق النشر لهذا المقال أن يطلب من 0202 - وجهات نظر من القدس التوقف عن استخدامه على العنوان التالي: west@0202updates.org